[القرآن حتى يكون شافعا لقارئه، هذه الشفاعة مقيدة بقارئ القرآن الذي يعمل به ويطبقه في حياته بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : يؤتى القرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما . رواه مسلم والترمذي وغيرهما .
[قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : قوله ( يأتي القرآن ) أي يوم القيامة ( وأهله ) عطف على القرآن ( الذين يعملون به ) دل على من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن ولا يكون شفيعا لهم؛ بل يكون القرآن حجة عليهم .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، وثبت أنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وصح أن قراءة سورة الملك كل ليلة سبب للنجاة من فتنة القبر، وفي مجمع الزوائد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن، قد كان يضيع فرائضه، ويتعدى حدوده، ويخالف طاعته، ويركب معاصيه فيقول: أي رب حملت آياتي بئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي، فما يزال عليه بالحجج حتى يقال فشأنك به، فيأخذ بيده فما يفارقه حتى يكبه على منخره في النار. ويؤتى بالرجل قد كان يحفظ حدوده ويعمل بفرائضه ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته فيصير خصماً دونه، فيقول: أي رب حملت آياتي خير حامل اتقى حدودي وعمل بفرائضي واتبع طاعتي واجتنب معصيتي فلا يزال له بالحجج حتى يقال فشأنك به، فيأخذ بيده فما يزال به حتى يكسوه حلة الإستبرق ويضع عليه تاج الملك ويسقيه بكأس الملك. رواه البزار وفيه إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات
[/]
[img]