أمر بني قينقاع ... ما قاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وردهم عليه:
قال اوقد كان فيما بين ذلك غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بني قينقاع كان من حديث بن قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قال يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلمو فإنكم قد عرفتم أن نبى مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد إليكم قالوا يا محمد إنك ترى أنا قومك لا يغرنك أنك لقي قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة إنا والله لئن حاربناك لتعلمن انا نحن الناس
ما نزل فيهم من القرآن:
قال ابن اسحاق فحدثني مولى لآل زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو ن عكرمة عن ابن عباس قال ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا أي أصحاب بدر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
بنو قينقاع أول من نقض عهده صلى الله عليه وسلم قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحابروا فيما بين بدر واحد
سبب حرب المسلمين إياهم قال بن هشام وذكر عبدالله ابن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون قال كان من امر بن قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بن قينقاع وجلست الى اصائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ الى طرف ثوبها فعقده الى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا وشدت اليهود على المسلم فقتلوه فاصترخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسملون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع
تدخل ابن ابي في شأنهم معه صلى الله عليه وسلم قال ابن اسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقام عبدالله بن أبي ابن سلول حين أمكنه منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج قال فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أحسن في موالي قال فأعرض عنه فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن هشام وكان يقال لها ذات الفصول
قال ابن اسحاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظللا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي اربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الحمر والأسود تحقهم في غداة واحدة إني والله امرؤ أخشى الدوائر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم لك
مدة حصار بن قينقاع قال ابن هشام واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في محاصرته إياهم بشير بن عبدالمنذر وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة
خلع ابن الصامت بني قينقاع وما نزل فيه من اقرآن وفي ابن ابي قال ابن اسحاق وحدثني أبي اسحاق بن يسار عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم تشبت بأمرهم عبدالله بن ابي ابن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بن عوف لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبدالله بن ابي فخلعهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتبرأ الى الله عز وجل الى رسوله صلى الله عليه وسلم من حلفهم وقال يا رسول الله أتولى الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم قال ففيه وفي عبدالله بن ابي نزلت هذه القصة من المائدة
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
فترى الذين في قلوبهم مرض أي لعبد الله بن اي وقوله إن أخشى الدوائر يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين اقسموا بالله جهد أيمانهم ثم القصة الى قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون